رامبرانت فنان العتمة





رامبرانت هرمنسزون فان راين

رامبرانت او فنان العتمة كما أطلق عليه، ولد سنة 1606م في امستردام بهولندا سنة 1631م وهو فنان ولد فقيرا وعاش ثريا ثم مات فقيرا، فقد لعب القدر دورا محوريا في حياته ومصيره. 

عاش رامبرانت في ليون مع والديه الفقيرين حياة بؤس وفقر، فظل يكافح طوال حياته الى ان جمع ثروة هائلة فيما بعد بسبب شهرة أعماله الفنية التي اجتاحت أروبا.
التحق رامبرانت بكلية الفلسفة في جامعة لايدن لدراسة الأعمال الكلاسكية،  ثم سرعان ما غادرها سنة 1622م وذهب لدراسة الرسم على يد أحد الرسامين الهولنديين، وما ان انتهى من دراسته حتى بدأ مرحلة الابداع الفني، حيث ما فتئ ان فتح أول مرسم له في ليون فأصبحت سمعته الفنية تعلوا وبدأ الناس تتوافد عليه.

 لقد عرف عن الفنان الهولندي امتيازه في استعمال الضوء والظل في لوحاته واعطاءه مفهوما خاصا وهذا ما يظهر في جميع لوحاته وما استمر به وما جذب الناس اليه، اضافة للقوة التعبيرية الكبيرة التي تتميز بها أعماله ولوحاته الشخصية، واستخدامه لأثيرات الضوء، ووضع الالوان بحرية ليبرر الحاله العاطفيه والنفسيه وليبرز أفراحها وأحزانها، ويحيلها إلى أشكال لونية رائعة من الظلال والنور عبر لوحاته، الى ان احتل رامبرانت مركز الرسام المرموق للشخصيات، الى درجة تداول الناس فيما بينهم مقولة، "لو لم يرسمك رامبرانت لما أصبحت شيئاً"، وقد كان رامبرانت أسرع رسام في رسم البورتريهات وهو يعد من أكثر الرسامين الذين اهتموا بتصوير أنفسهم حيث بلغ عدد تلك الصور الشخصية حوالي المائة لوحة، كما رسم عائلته ايضا، ابنه تيتوس، أمه ، زوجة أخيه وزوجته ايضا، بالاضافة الى المامه وقدرته على تشكيل المواضيع الدينية والتاريخية والمناظر الطبيعية في لوحات ذات جمالية خلابة، على الرغم من ان اللوحات الدينية لم تكن تغري الجماهير بسسب بعدها عن واقعهم وحياتهم اليومية، دون نسيان قدرته أيضا على تجسيد الاحداث والقصص الشهيرة.

 فقد عاش رامبرانت حياة الحب والعشق مع حبيبته "ساكسيا" والتي اثرت في حياته فيما بعد بشكل كبير واستوحى منها تعبيرات الدفء والألفة الممتلئة بالعاطفة، حيث أخذت بعدا نفسيا وعاطفيا، كانت للوحاته أثرها واضحا عليها، تزوج منها سنة 1634م، وتوفيت سنة 1642م، حيث عاش معها احلى ايام حياته فجمع في هذه الفترة ثروة طائلة وأخذ شهرة واسعة بين أقرانه،حيث كانت ملهمته التي يستلهم منها رسوماته، الا ان ظروفهما الصعبة حالت دون ذللك، حيث مات ابنهما الاول والثاني والثالث لكن الصدمة ان الطفل الرابع قد عاش لكن الزوجة هي التي ماتت، فقد كانت هذه الصدمة الاكثر تأثيرا في حياته والتي انعكس بشكل سلبي على مستقبله الفني الى الابد، خصوصا بعدما قام في نفس سنة موتها 1642م برسم صورته الشهيرة "الحراسة الليلية" او "حراس الليل" والتي استغرقت منه ثلاث سنوات في رسمها، حيث تصوّر مجموعة من اعضاء الحراس المدني ينتظرون الأوامر من قائدهم لمباشرة دوريّتهم الليلية المعتادة، وينظرون الى شيء ما ويتحادثون برفقة قائدهم حيث تظهر الصورة وجوههم نصفها مضيئة ونصفها الاخر مظلمة وهذا الشيء لم يعجب اصحابها، وهنا بدأ العد العكسي لمشواره الفني وشهرته فبدأت تحل عليه المصائب من كل نحو وصوب من صدمات متتالية، موت، ديون، مرض، وفقر ثم العودة مرة أخرى الى الظل.

 فموت ابنه تيتيوس كان كافيا لينغلق على نفسه وينطفئ النور الاخير في حياته، نور بصره، وقد رسم في حياته الاخيرة "هيروميس الضرير" و "الفيلسوف المتأمل" وقد توفي سنة 1669م عن عمر يناهز 63عاما.

وقد تحول فيما بعد منزل الرسام الى مزار فني لكل محبي فن رامبرانت، وتقدر رسومات رامبرانت بحوالي 600 لوحة و300 "كليشيه" حفر و2000 من الرسومات، ومايقارب ال 100 "بورتريه".
   
ومن أبرز أعماله: "الحراسة الليلية" ، الخطيبة اليهودية، عودة الابن الضال، درس التشريح للدكتور تولب، والدة رامبرانت، القديس بطرس، الثور المشرخ، الى جانب صورة شخصية ذاتية رسمها سنة 1660م.
المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url