متحـــف اللوڤـــــر: من قلعة ملكية إلى صرح فني عالمي
متحف اللوفر هو أحد المعالم التاريخية القديمة التي يتباهى بها الفرنسيين أمام العالم، فقصر او قلعة اللوفر سابقا والمتحف حاليا هو أحد أشهر فنون العمارة والحضارة الفنية، التاريخية والثقافية، فهي رمز للمكانة المرموقة التي تتميز بها باريس اليوم.
اللوفر: نافذة على التاريخ والفن والحضارة
تاريخ اللوفر: من فيليب الثاني إلى الجمهورية الفرنسية
لقد كان متحف اللوفر سابقا قلعة لملوك فرنسا حيث بنيت في أواخر القرن الثاني عشر تحت قيادة "فليب الثاني" سنة 1190م، ليتحول بعدئذ الى قصر ملكي، ثم يتوالى ملوك فرنسا فيما بعد الاقامة فيه حتى الثورة الفرنسية سنة 1789م، حيث في عام 1682م قام "لويس الرابع" عشر للانتقال الى قصر فرساي كبديل معيشي برفقة عائلته، ليحول بعد ذلك قصر اللوفر الى اكاديميتان للرسم والنحت، والتي افتتحت أول صالوناتها في عام 1699م، كما افتتحت للجمهور لاول مرة في 10 من أغسطس سنة 1793م كمرجعا فنيا ومتحفا قوميا ليكون قبلة لزوار العالم من كل حذب وصوب.أجنحة اللوفر: رحلة عبر فنون العالم وحضاراته
وقد جاءت فكرة المتحف بالاساس من خلال تضاخم المجموعات الفنية النادرة والقيمة بداية من "فرانسو الاول" الى "لويس الثالث عشر" ثم "هنري الثاني" مرورا "بلويس الرابع عشر" الى حتى لويس "السادس عشر" الذي أعطى عناية كبرى للقطع الفنية والكنوز الثمينة اللتي تركوها الحكام السابقين فأبدى اهتماما كبيرا في تحويل القصر الى متحف، الى ان أصبح ملكا للدولة سنة 1848م، فخصصت له ميزانية ضخمة لاثراء المحتوى الفني للمتحف من اقتناء تحف جديدة الى جانب تدفق المقتنيات على المتحف وحصول المتحف بالاساس على اعمال فنية كهدية، والتي بدورها ساعدت على ارتفاع عدد التحف الثمينة والتي وصل عددها اليوم الى ثلاثمائة الف عمل تقريبا.وقد تعرض القصر لعدة تعديلات وتوسعات دون ان نستثني الحريق الذي استدعى عدة ترميمات واصلاحات خلال أزمنة متفرقة لرفع من مستواه الفني.
- جناح دينون والذي يقع في الجهة الجنوبية للهرم والذي افتتح سنة 1994م، ويضم الفنون الاسلامية, تحف شرق أوسطية من زمن الامبراطورية الرومانية, رسوم وآثار فرنسية, ايطالية وتلك التي تنتمي لشمال اوروبا.
- وجناح سولي الذي يقع في الجهة الشرقية للهرم يحتوي على رسوم من القرن السابع عشر الى القرن التاسع عشر, وتحف ايرانية وآثار تعود لعهد الفراعنة.
- وبالاخير جناح ريتشليو الذي يقع في الجهة الشمالية للهرم يضم رسوم ونحوت فرنسية, ألمانية, وهولندية، تحف من شقق نابليون, وتحف ايرانية.
روائع اللوفر: الموناليزا وغيرها من التحف الخالدة
ولكن اللوفر لا يقتصر على الموناليزا فقط، بل يزخر بتحف فنية أخرى لا تقل عنها أهمية وجمالًا. فمنحوتة فينوس دي ميلو، التي تجسد إلهة الحب والجمال عند الإغريق، تعتبر من أشهر المنحوتات في العالم، وتتميز بتناسقها وجمالها الذي لا يضاهى.
كما يضم المتحف لوحة "الحرية تقود الشعب" للفنان الرومانسي أوجين ديلاكروا، التي تعتبر رمزًا للثورة الفرنسية وقيم الحرية والمساواة.
ولا يمكننا أن ننسى لوحة "عذراء الصخور" لليوناردو دا فينشي، التي تتميز بجمالها وسحرها الخاص، وتجسد مشهدًا من الكتاب المقدس.
بالإضافة إلى هذه الروائع، يضم اللوفر مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأخرى، مثل اللوحات والمنحوتات والأثاث والأزياء، التي تنتمي إلى مختلف العصور والحضارات. هذه الأعمال تقدم لنا لمحة عن تاريخ الفن والإنسان، وتعكس تطور الذوق والجمال عبر الزمن.
إن زيارة متحف اللوفر هي رحلة عبر الزمن والفن، وفرصة للتعرف على روائع الإبداع الإنساني. فكل قطعة فنية في هذا المتحف تحمل قصة فريدة، وتستحق أن تُشاهد وتُقدر.
خلاصة:
متحف اللوفر، الواقع في قلب باريس، ليس مجرد متحف، بل هو رمز للثقافة العالمية والإرث الإنساني. بفضل مجموعته الفنية الهائلة التي تمتد من العصور القديمة إلى القرن التاسع عشر، يعد اللوفر خزينةً تضم بعضًا من أعظم الأعمال الفنية في التاريخ، مثل لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي و"فينوس دي ميلو" و"حرية تقود الشعب" ليوجين ديلاكروا. هذه التحف الفنية تجعل من اللوفر وجهةً لا غنى عنها لعشاق الفن والتاريخ.
بالإضافة إلى كونه مركزًا ثقافيًا، يعكس اللوفر تطور العمارة والفن عبر القرون، حيث يجمع بين الماضي والحاضر من خلال تصميمه الذي يدمج بين القصر الملكي القديم والهرم الزجاجي الحديث. هذا المزيج الفريد يجعل الزائر يعيش تجربةً ثقافيةً غنيةً تتراوح بين الإعجاب بالفن الكلاسيكي والانبهار بالحداثة المعمارية.
متحف اللوفر ليس فقط مكانًا لعرض الفن، بل هو أيضًا مركز للتعلم والاكتشاف، حيث يقدم برامج تعليمية وورش عمل تفاعلية تجعل الفن في متناول الجميع. بفضل دوره كحارس للإرث الثقافي العالمي، يظل اللوفر شاهدًا على إبداع الإنسان وقدرته على التعبير عن الجمال والحقيقة عبر العصور.